الإستفتاء الذي أجراه رئيس تحرير مجلّة أميرة الصديق شوقي مسلماني حول إمارتي الأدبيّة، كان رائعاً شكلاً ومضموناً.. وبعيداً كل البعد عن فلسفتنا الإجتماعيّة (مسّحلي تا مسّحلك).. إذ أنه اختار أناساً لا أعرفهم، ولـم ألتقِ بهم، أو ألقِ عليهم ولو تحيّة عابرة. كالسيّدات والسادة: حيدر سعيد، رياض الأشقر، الياس فرحات، أكرم حنّاوي، إنتصار عبد اللـه، زهوت حب اللـه، هادي ماهود، حسين الحاج، وأبو أنيس غانـم. لذلك جاء استفتاؤه مشرقاً كالشمس، وناصعاً كقلوب جميع الذين استفتاهم:
إلى صديقي أنطوني ولسن أقول: أنا لـم أشجّعك على نشر مؤلّفاتك، بل أنت من شجّعني على تشجيعك، كوني وجدتك إنساناً مبدعاً، وقاصّاً محلّقاً، وقلماً أعطى بصدق، فاستحق محبة واحترام كل من عرفه. فشكراً على محبتك.
إلى أخي رئيس الجامعة الفلسطينيّة السيّد حيدر سعيد أقول: أنا لست بحاجة إلى جائزة الإنتفاضة.. لأنني حصلت على ملايين الجوائز منها.. فكل حجر ضربه أطفال فلسطين باتجاه الأعداء كان وساماً يعلّق على صدري.. وما كتبته عنهم كتبته بدموعي.. ودمي. فشكراً لك على محبتك. ولينصرنا اللـه.
إلى رئيس جمعيّة بنت جبيل الدكتور خليل مصطفى أقول: لقد كرّمتني بنت جبيل يوم أرسلت أبناءها لزيارتي وهم يحملون إليّ المركب الفينيقي الأول الذي تلمذ العالـم. وبما أنني أعيش كل يوم ذكرى ذلك التكريم الرائع.. لا داعي للتعب.. فلك ولبنت جبيل ـ حبيبتي ـ كل المحبّة والفرح.
إلى المثقّف الوطني رياض الأشقر أقول: لقد حزنت جداً عندما قرأت أنك لـم تقرأ كل إنتاجي، لأنني ما كتبت إلا لأناس مثلك، يحملون هم الناس والوطن، ويعترفون بفضل المبدعين من أبناء جلدتهم. أعدك بأن أرمي بين يديك بعضاً من نتاجي. شكراً لك.
إلى أخي الشاعر الياس فرحات أقول: إمارة الشعر ما وجدت إلاّ لشعراء من أمثالك.. يحاربون الطائفيّة، ليبنوا الوطن الأجمل لشعب مثالي.. فاسمح لي أن اتقاسم معك صك إمارتي. وألف شكر لك.
إلى رئيسنا الدكتور مصطفى علم الدين أقول: إن الذي أوجد في الجاليّة مناخاً تضامنياً هو أنت. فهنيئاً للجالية بك.. وهنيئاً لي بصديق نظيف الكف واللسان، ويدرك أن الصداقة متى وجدت لا تنهيها الغايات.. ولا الأمزجة الهوائية. أشكرك يا رئيس الجالية.
إلى صديقي الجديد أكرم حنّاوي أقول: كيف عرفت يا أكرم أن اللقب أتعبني بدلاً من أن يفرّحني؟. كيف عرفت بأنه قد ألقى على كاهلي أعباء كبيرة؟. أجل يا عزيزي.. فلقد بدأت أشعر بهذا التعب. ولكن كلامك أراحني.. وأعطاني دفعاً جديداً. فألف شكر لك.
إلى الكاتبة إنتصار عبد اللـه أقول: السعادة ليست في أن نسمع أن في المغتربات من يكرّم الإبداع، بل السعادة في أن نجد في المغتربات من يحمي المبدعين وإبداعهم. وأعترف أنك واحدة من هؤلاء العظماء. فشكراً لك.
إلى الصديق ميشال سعادة أقول: لقد كنت من أوائل المذيعين الذين أجروا معي حديثاً إذاعياً، ومن ذلك اليوم، وأنا أتذكر استقبالك لي في منزلك. لست أنا الرجل العاقل يا ميشال، بل هو أنت. وأتمنى لك النجاح الدائـم.
إلى ذواقة الأدب زهوت حب اللـه أقول: أنا لـم أغضب من النقد، بل غضبت من التجريح الشخصي الذي يدينه المجتمع والقانون. النقد عندي يا زهوت بمثابة السماد للنبتة. منه تستمد قوتها واخضرارها، وصدقني أن تهنئتك الصادقة لي تساوي طن سماد أدبي. فألف شكر لك.
إلى حبيب القلب الدكتور علي بزّي أقول: إذا كنت أنا المحبوب من أبناء جميع الطوائف اللبنانيّة في المغترب.. فكم بالأحرى أنت يا دكتور.. فلا أحد مثلك ينافسني على سنة 1951، أو على محبّة الناس. الجائزة الكبرى التي حصلت عليها يا علي هي محبّتك لي. فشكراً لك. آخ يا ضرسي..
إلى المخرج السينمائي المعروف هادي ماهود أقول: نعم يا هادي، إن لقب الإمارة مسؤوليّة كبرى، لـم أشعر بثقلها كما أشعر به اليوم.. ولو لـم تكن المغتربات تعج بالأدباء والشعراء المغتربين الكبار لـما أوجد المجلس القاري للجامعة اللبنانية الثقافية ـ فرع أميركا الشماليّة مثل هذا اللقب. تهنئتك لي بالجائزة فيها إخراج إنساني وأدبي وفني رائع. فألف شكر لك.
إلى الناشط الإجتماعي والسياسي والأدبي حسين الحاج أقول: دعمك لي كي أكون قدوة للكتاب ليكونوا على قدر كبير من المسؤوليّة تجاه قضايا بلادهم، هو مسؤوليّة بحد ذاته. ولكنني أعدك بأنني سأكون عند حسن ظنّك، طالما أن نجاحي ونجاحك يصبّان في مصبّ واحد، ألا وهو (النجاح الكامل للجالية اللبنانية والعربية في المغترب الأسترالي).. ألف شكر لك.
إلى الممثل الكبير سعيد الدهّان أقول: دعني أهديك ما قلت فيّ: أنت هو الممثل الممتاز، وأنت من يمثّل بنبض القلب.. ولو كان للتمثيل إمارة لكنت أول من يتربّع عليها. فالإنسان الذي يعطي بنبض القلب ستنبض له القلوب لا محالة. شكراً يا سعيد.
إلى صاحب الوفاء النادر أخي الصحفي جوزاف بو ملحم أقول: إذا كنت أنا الرقم واحد أخلاقيّاً.. فاسمح لي أن أقدّمك عليّ.. لأنني تتلمذت على يديك طوال سني معرفتي بك.. وها أنا أعترف اليوم أنني كنت أغبطك على أخلاقك الرائعة.. وكنت أتعلّم منها محبّة الآخرين وطول البال. أشكرك يا أبا الزوز.
إلى السنديانة المهجرية الشامخة كأرزة أبو أنيس غانـم أقول: أطال اللـه بعمرك.. وأخبرك أنني لـم أتفاجأ بوجود إسمك بين المهنئين، فمن أعطى الصحافة إبناً كأنيس غانـم، عجيب أن لا تستفتيه الصحافة، وأن لا يصبح الشعر طوع بنانه. واسمح لي أن أهديك هذه الأبيات:
بْتِسْتَاهِلْ التِّقْديرْ يا بَيّْ الأَدَبْ
يا بُو أَنِيسْ.. الْـ زِيَّنِتْ دُنْيَا الْعَرَبْ
أللَّـه يْطَوِّلْ عُمْرَكْ.. وْعُمْر الأَنِيسْ
إِسْـم الْحَبَايِبْ بِاْلقُلُوب بْيِنْكَتَبْ
وأخيراً.. إلى الوفي الأكبر شوقي المسلماني أقول: عندما استلمت مجلّة (أميرة)، ووجدت صورتي على الغلاف الملوّن.. لـم أفاجأ ابداً، لأنني أعرف معدنك.. وأعرف أنّك من القلائل الذين تجتاحهم العظمة، من شعر رؤوسهم حتى أصابع أرجلهم. ولكنني همست لنفسي وأنا أتطلّع بإخراج الغلاف الرائع: مسكين شوقي.. سيكون أول سؤال يوجّه إليه: كم دفع لك شربل بعيني لتبرزه هذه البرزة التاريخيّة. أنا أعرف جوابك يا شوقي.. أعرفه جيّداً فلا تحبسه في قلبك.. أطلقه في الريح، ليتعلّم الآخرون كيف يكون الوفاء. أحبك.