يقول السيد المسيح "طوبى لفاعلي السلام فانهم أولاد الـله يدعون"..
ومع ذلك، أجد أن فاعلي سلام الشرق الاوسط لا يستحقّون بنوَّة اللـه، لا من بعيد ولا من قريب، لأنهم لـم يصدقوا في كلامهم، ولـم يعدلوا في سلامهم، فرموا شعبنا في دوامة من الحيرة واليأس، قد تؤدي الى انفجار يطيح بهم وبطرحهم.. وهل يحق لأحد، كائناً من كان أن يدعو الحاصلَ سلاماً، ونصف الشعب الفلسطيني طريح المخيّمات، وعمليات ابتلاعه وتوطينه تجري على عينك يا تاجر؟!..
أنا أرحب بسلام اسرائيلي عربي قادرٍ على إعادة زرع شعبٍ كامل، في مدنه ودساكره، في جباله وسهوله، بعدما اقتلعته الحرب منها، ورمته، سنوات وسنوات، على قارعة الحلول والمفاوضات العقيمة.
أما عن التحول الثقافي، فحدّث ولا حرج، إذ أن المؤسسات الثقافية اليهودية، بدأت عملية تدجين المثقف العربي، مذ منحت الكاتب الفلسطيني آميل حبيبي إحدى جوائزها " القيّمة".. ومَنْ مِنَ الادباء العرب سيرفـض جائزة صهيونيّة "قيّمة" تطبّل وتزمّر لها وكالات الاعلام العالمية؟!!.. لذلك أرى، رغم كثرة المسرحيّات المعروضة، أنَّ عملية شراء الاقلام العربية "وتصهينها" ستتم، إذا لـم تكن قد تمّت بعد، تحت إشراف دولي، وبمباركة انظمة عربية عديدة.. وصدّقوني إذا قلت: أن لا نظام من أنظمتنا العشائرية التافهة، سيخلو سجلُّه "الوطني" من نقطة سوداء، يضيع بها البحر الأحمر والاصفر.. والمتوسّط.
بعدها، سيصادر أدبنا الثوري ويحرق، وكل من يتّخذ الرفض طريقاً، سيجدلون كلماته نيراً يضعونه في رقبته ويجرونه على طرقات الخيانة ومزابل الشبهات والتجسس، والويل الويل لسميح القاسم وتوفيق زياد ونزار قبّاني إذا تنفّسوا، وبئس ما كتب هذا الذي اسمه محمود درويش.