المهاجرون اللبنانيون في خطر وهم لا يعرفون

   لن يتعلّم المهاجر اللبناني من مآسي الآخرين، ولن يعتبر.. فها هو يطرد مجدّداً من الكونغو المستعمرة البلجيكية الوحيدة في أفريقيا.. بعد أن طردته سيراليون المستعمرة الإنكليزية منذ عدّة أشهر.. وتتأهّب لطرده ألمانيا في أقرب فرصة.. وقد لا أستبعد طردنا أيضاً من أستراليا إذا وصل حزب بولين هانسون (أمّة واحدة) للسلطة!!
   فالثورات تتلاحق في أفريقيا، والتهجير اللبناني الاغترابي يتـم تحت تأثير تلك الثورات اللعينة التي لا ترحم أحداً. ففي ليبيريا وسيراليون والكونغو (زائير المرحومة) دفع اللبنانيون أرواحهم، وتهدمت ممتلكاتهم، ونهبت ثرواتهم، لا لشيء سوى لأنهم غرباء، وأن بشرتهم بيضاء.
   والكونغو، دولة أفريقيا إستوائية، مساحتها 2687000 كلم2، وعدد سكانها 24 مليون نسمة، ومشهورة بمناجم الماس والنحاس، وبزراعة البن والكاكاو، ويوجد فيها جالية لبنانية، عدد أفرادها 3 آلاف مغترب.
   ومنذ عدة أيّام استقبلنا في مطار بيروت طائرة نيجيرية تحمل على متنها 300 مشرّداً لبنانياً، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.. أمّا الرجال فسعرهم بسعر الفجل.. و(معليش) لو ماتوا.. إنها مهزلة ما بعدها مهزلة.. فعلى الحكومة اللبنانية تأمين جسر جوي متواصل بين كينشاسا وبيروت لإنقاذ كل اللبنانيين.. فالأميركان ليسوا بأفضل منّا!!.. والبلجيكيون ليسوا بأفضل منّا!!.. وعيب أن يبقى مسؤول في الحكم وشعبه عرضة للفناء. ألا تكفي المسؤولين تلك الصفعة التي وجهها لهم أحد المهاجرين الهاربين حين قال: ترتيبات السفر قمنا بها بأنفسنا، ولـم نر وجوداً للدولة.. أو لأحد موظفي سفارتها)..
   ثلاثة آلاف مغترب!! وعجزت الدولة عن مساعدتهم، فكيف سيكون الحال معنا في أستراليا، وعددنا يناهز النصف مليون؟
حماكم اللـه من كل مكروه، وأبعد عن أستراليا، وعن جميع أفراد الجالية مصائب العنصرية الكريهة التي بدأت تنطح بقرونها دولاً عديدة.

   وبعد، ألا يحق لي أن أتوّج مقالي بعنوانه؟
ألا يحق لي أن أقول لكل مغترب لبناني في أستراليا وكافة المغتربات: إشترِ بيتاً في لبنان.. ماذا تنتظر؟!..
فالحية التي تملك وكرين من الصعب أن تقتل.. فكونوا حكماء كالحيات يا أبناء وطني.. واستثمروا في وطنكم.. فالتغيّرات العالمية، والموجات العنصرية والطائفية والسياسية، ستفرز الكائنات، وتعيد كل واحد منها إلى مسقط رأسه ورأس أجداده، شاء أم أبى.. ومن يعش يرَ.