نهاد حداد.. ابنة وديع وليزا حداد، التي حملت أسماء فنيّة كثيرة مثل (يولا) و(فتاة الجبل).. والتي اكتشفها الأخوان فليفل، وأهداها الفنان الخالد حليم الرومي أولى أغنياتها (يا حمام يا مروّح بلدك)، بعد أن أطلق عليها اسم فيروز، وتزوّجها عبقري الأغنية اللبنانية المرحوم عاصي الرحباني، عادت إلى قلعة بعلبك بعد عشرين سنة من توقّف مهرجاناتها الدولية.
عادت.. بعد أن قامت القيامة على لجنة المهرجانات لأنها لـم تختر فيروز في العام الماضي.. بل فضّلت عليها فرقة كركلا للرقص الشعبي.. لأسباب مادية بالطبع.. إذ أن فيروز ومنصور والياس وزياد الرحباني يريدون مليون دولار من أجل تقديم استعراضهم المنقول عن استعراضات سابقة..
ولولا أغنيات: جيت ع بعلبك بعد عشرين سنة، و آخر مرّة غنيتلّك، وأنا بدّي عمّر وطني.. لما تنعمنا بشيء جديد على الإطلاق.. إنه التكرار.. وأعتقد أن عاصي الرحباني لو كان حيّاً لرفض أن تعود فيروز (مدبلجة ـ مكررة ـ قديمة) إلى أدراج بعلبك، التي غنّت لها سابقاً، وغنّت لها اليوم:
بعلبك..
أنا شمعه على دراجك
ورده على سياجك
أنا نقطة زيت بسراجك.
العديد من حاملي بطاقات الدخول لـم يتمكنوا من الدخول، لأن البطاقات التي بيعت كانت أكثر من عدد الكراسي.. حتى أن بطاقات الحفلة الأولى المخصصة لأهالي بعلبك قد بيعت أيضاً، ولـم يتمكن البعلبكيّون من دخول المهرجان المقام على أرضهم، وفي أحضانهم.. فثاروا.. وتجمّعوا.. وقرروا القيام بمظاهرة شعبية كبرى.. ولكن القوى الأمنية كانت لهم بالمرصاد، ففرقتهم وأوقفتهم وأجبرتهم على الاكتفاء بسماع فيروز من خارج القلعة.. فجن جنون النائبين عصام قانصوه وعمّار الموسوي، فأشبعا لجنة المهرجانات تجريحاً.
ولأن كل فرنجي برنجي في لبنان، فلقد جاؤوا بالمخرج الإيطالي أبادو ليخرج الليالي اللبنانية المخروجة من زمان. فجبال الصوّان قديمة، وجسر القمر قديمة، وناطورة المفاتيح قديمة.. فلماذا لـم يكتفوا، إذن، ببرج فازليان؟!..
وصدقوني أن الذي نجّح الليالي اللبنانية هو صوت فيروز.. وعندلة إيلي شويري وجوزيف ناصيف.. ولو أقيمت لهؤلاء العمالقة حفلة في الصحراء لنجحت.. ولتظاهر الناس بالمئات من أجل الدخول إليها.. عسى أن ينضم لهم في السنة القادمة عملاق العمالقة الدكتور وديع الصافي.