جاليتي


ـ1ـ
رديئة جاليتي ومشتتة،
لأنها لا تؤمن بالعطاء
بل بالجحود.
فكم من مرة حبلت ولم تلد؟
العقم عندها فضيلة.
أدباؤها جهلة،
وجهّالها أدباء وفلاسفة.
أنبياؤها يبيعون أجسادهم
بأسواق الرقيق الأبيض،
وشياطينها يتربعون على كرسي المجد
والوقار.
جاليتي،
لم تميّز بعد،
بين القداسة والعار.
ـ2ـ
تعيسة جاليتي وبائسة،
فالأيام أظهرت أن البيئة التي تعيشها،
هي التي تتلاعب بها،
تسيّرها على ذوقها،
تكيفها حسب طقوسها،
وتأمرها فتطيع..
أما عاداتها التي رضعتها
من أثداء أمهاتها،
فلقد أصبحت عبئاً ثقيلاً عليها،
بعد أن قطعت الأثداء وأكلتها،
ونحرت البطون لتتلذذ.
ـ3ـ
قاسية جاليتي ومذنبة،
تعاقر القمار لتحبل بالخسارة.
بيوتها مفككة،
وأطفالها مشردون..
فلا الأب يحب أبناءه،
ولا الأم تحنو وترضع،
الكل يركض وراء اللاشيء،
وكل شيء..
يمكن تجسيده بالتكاتف
والتضامن،
والمحبة.
ـ4ـ
جاهلة جاليتي ومضجرة،
فلا الكتاب رفيقها،
ولا القراءة.
إذا تحدّثت أضجرت،
وإن جادلت ارتبكت،
صمتها ثرثرة ومقالب..
ونميمتها تبلل سهراتها
بلعاب أسود.
ومع ذلك،
أنا أحبها كذاتي،
لأنني أشعر أن الأيام ستصقلها،
وتعيد لمعانها من جديد.
فالشعب الآتي من الأعالي،
حاشاه الانحدار والتقوقع.
جاليتي سيأتي مسيحها يوماً،
ويصرخ بأعلى صوته:
ـ أليعازر.. قم وانهض من القبر.
1983
**