عزيزي السانتور شوكت مسلماني

عندما يصل انسانٌ ما الى مركز حكومي مرموق، عليه أن يعمل بإخلاص لخدمة المجتمع الذي يعيش فيه، احتراماً لشخصه أولاً، وللمركز ثانياً، ولثقة الناس به ثالثاً ورابعاً.. وعاشراً.
ومنذ دخل السانتور شوكت مسلماني برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، وأنا أراقبه عن كثب، وأتتبّع خطواته خطوة خطوة، فما وجدته إلا علماً مرفرفاً في علياء جاليتنا، يرفعها بتواضعه، ويعطيها دون منة.
غيره تلهى بالصفقات التجارية، وبسرقة أموال الشعب، فأذلّنا بوساخة أعماله النجسة، ونبذه مجتمعه. 
أما السانتور مسلماني فقد تلهّى بتكريم الآخرين من جيبه الخاص، وبنصرة قضايانا اللبنانية والعربية، غير عابىء بلومة لائم، همه فقط ارضاء ضميره، وإبقاء كفّه ناصعاً كثلج بلاده.
البارحة حضرت احتفال تكريم شخصيات أبوردجينية فذة، من خلال جوائز تقديرية أوجدها السناتور مسلماني، ليقول للشعب الأسترالي الأصلي: هذه بلادكم، ونحن ضيوفكم.
وليقولوا له بلسان شاعرنا العربي: 
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا 
نحن الضيوف وأنت رب المنزل
كما أوجد جائزة الاعلام الاثني التي سيوزعها الشهر القادم في برلمان الولاية، لا لشيء، إلا ليثبت أن هذا الاعلام أعطى أستراليا بصدق مثله مثل الاعلام الاسترالي، لا بل أكثر.
وبالمناسبة، أحب أن أستبق ثرثرات بعض المغرضين، وأخبرهم أنني غير مرشح لتلك الجائزة. فاحترام السانتور مسلماني لي هو الجائزة الكبرى.. فلا داعي للتعليقات السخيفة إذن.
أجل، نحن في الغربة، نسلط الاضواء على تحركات السانتور، لان معظم نشاطاته مشرفة وترفع الرأس، فكونوا مثله، وخذوا منا أكثر مما نعطيه، وهذا وعد.
كم كنت أتمنى أن أكون حاضراً حفل توزيع جوائز الاعلام الاثني، المزمع إقامته في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني ـ نوفمبر، ولكني مرتبط، وللاسف، باحتفال عائلي لا يمكنني الافلات منه.
أخي شوكت، هكذا بدون ألقاب، اسمح لي أن أقول: طوبى للبطن الذي حملك، وللثديين اللذين ارضعاك، لأنك كنت الأصيل ولم تكن المزيّف، كنت الجميل ولم تكن المشوّه، كنت الشريف ولم تكن التافه النذل. 
حماك لله.


شربل بعيني
الرجاء قراءة التعليقات تحت المقال