محطة لوريس الراعي ـ حدّاد

   المحطّة.. مجموعة قصصية صدرت عن دار الجديد ـ بيروت للأديبة لوريس الراعي، مؤلفة من 18 قصة، ومتوجّة بإهداء يختصر مسافة الكلام: إلى أخي الياس. 
   تحس، وأنت تسبح في بحور قصص هذا الكتاب، أنك تحوّلت إلى صيّاد ســـمك ماهـر.. تأبى غير اللآلىء صيداً لفكرك، نظراً لكثرتها. فالمؤلفة عرفت كيف تطغيك بجواهر مفرداتها لتتابع السباحة مبهوراً ومسروراً.. أمّا إذا اضطررت للخروج من مياهها الصافية، فلسوف يشدّك الحنين لمتابعة القراءة والغوص أكثر فأكثر في لجّة نعيمها اللامتناهي.
   كلّنا توقّفنا على محطّات حياتية، ولكن المحطة الأحلى التي اختارتها أديبتنا لنفسها.. كانت الزواج من أحد أصحاب معهد الأبجدية في جبيل الصديق سمير حداد، وإنجاب طفل يضاهي قمر نيسان بجماله، اسمه طوني.. وكنت في كل مرّة ألتقي والده العزيز سمير، أغنّي له أغنية فناننا العملاق وديع الصافي: 
أللـه أكبر.. أللـه دبّر يا بو طوني
أللـه أكبر.. أللـه دبّر يا بو طوني
   وكان طوني يتطلّع بي كملاك، وابتسامة أمّه الأديبة تشع كشمس لبنان أيّام الحصاد، وجني المواسم، ومواويل البيادر.
   محطة لوريس، رغم (فصحاها) الصارمة، طعّمتها مؤلفتها بعبارات عاميّة، تمـر أمامك كعرائس الأحلام، فتفرحك دون أن تنسيك لغة الكتاب الأصلية..لا بل تزيدها رونقاً.. وتقرّبها، بإغراء زائد، من مفهوم البعض لتطوير اللغة.
   جميلة جداً محطتك يا لوريس، ولكن الأجمل  منها ضحكات ابنك طوني حماه اللـه كي يصبح في يوم من الأيّام محطّة شموخ وعبقرية تشرّفنا جميعاً وخاصّة وطنه لبنان. وإلى اللقاء في مجموعة أخرى بإذن اللـه.