قبل أن أبدي رأيي بطرد أدونيس من إتحاد الكتاب العرب، ينبغي علينا مطالبته بتبرير نفسه، أو بالاحرى، رد الهجوم الذي شنّه عليه أحد الدكاترة العرب حول تحميل ذمة "مهيار الدمشقي" أكثر من اللازم، وتلقينه أغنيات نزفها قلم شاعر فرنسي مغمور، دون المجيء على ذكر اسمه، لا من بعيد ولا من قريب.
هذا ما أحببت أن أثيره ، قبل التجذيف في رمال إتحاداتنا وروابطنا الادبية المتحرّكة، التي لا يهم المسؤولين عنها سوى حبك الدسائس وتمريرها باسم الاخلاق والوطنية.. ولن أقول الادب ، لانها أبعد ما تكون عنه.
ولن أكون متحاملاً عليها ، إذا طالبتكم بما طالبنا به الشاعر العربي الكبير عبد الوهّاب البياتي الذي قال ، وبعد خبرة طويلة : " ينبغي أن نتخلّص من الوصاية المزيّفة لاتحادات الكتّاب ".
مزيّفة ، يقول البيّاتي ، لذلك فصل نفسه بنفسه منها وعنها، تماماً، كما فعل أدونيس حين فصل نفسه من الاتحاد المذكور قبل عشر سنوات ونيّف.
وإرضاء لأذناب السّلطة والضّاغطين على رقاب الشّعب العربي المسكين، أخفى الاتحاد السيّء الذكر خبر استقالة أدونيس، وقام بفصل المفصول تلقائياً، " كي يسافر القائمون على إدارته ، ويأكلون بالمجان".