منذ أسبوعين تقريباً، عيّد العالـم الإسلامي عيد الأضحى المبارك، عيد تقدمة النبي إبراهيم إبنه للرب، والقصة معروفة عند كافة أتباع الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية.
ونظراً لأهمية تلك الحادثة التاريخية، أدخلها المسيحيون قداسهم، وترنّموا بها، وطلبوا من الربّ أن يقبل قرابينهم كما قبل قربان إبراهيم الخليل، وإليكم الصلاة التي لا يكتمل القدّاس بدونها:
(إقبل، يا وادَّ التائبين، بحنو حلمك وعذوبتك، البخور المقدّم لك من المؤمنين أبناء بيعتك، بأيدي أرباب الكهنوت، لرضاك ربنا وراحة راحوتك. وكما قبلت برأس الطور، قربان ابراهيم خليلك، وشبه ما لذَت لك طيوب هارون كاهن شعبك، يلذ لك ربنا بخورنا وارض عنّا، مولانا، بوفور رحمتك)..
فلماذا إذن، لا يحتفل الجميع بهذا العيد المبارك؟
لماذا لا تلتقي الأديان السماوية عند القواسم المشتركة، لتتوحّد القلوب، ويخف الجهل الديني؟
ولماذا يحلو للبعض إقناع المساكين بفئوية اللـه، بانحياز اللـه، بطائفية اللـه، وبأنه يخصّهم وحدهم، ولا دخل للآخرين به؟!
عيد الأضحى، عيد اليهود والمسيحيين والمسلمين.. عيد كل من يسمع كلمة اللـه تعالى، حتى ولو طالبه بذبح ابنه على مذبح الرب..
مذبح الرب، هو المكان الذي أخذ نبيّنا ابراهيم ابنه إليه، وهو المكان الذي يقف وراءه الكاهن ليقدم الذبيحة الإلهية.. فهل من قاسم مشترك، يجمع بين المسيحيين والمسلمين، أقوى من (عيد الأضحى)؟!!..
الطائفيّة أعمت بصيرة (المؤمنين) الجهلة، وخاصة رجال الدين الذين يؤمنون بمبدأ فرّق تسد.. فهل من رؤساء دين أبطال يوحّدون الأعياد المشتركة ويعممونها.. ليعمموا، من خلالها، المحبّة والتسامح والعيش المبني على السلام والحريّة.
أتمنى لجميع المسلمين عيداً مباركاً.. إلى أن يتحقق الحلم ويبدأ الإحتفال الشامل.