سرقوا صخرة الروشة

   جن جنوني عندما وقفت لآخذ صورة تذكارية عند صخرة الروشة ولـم أجدها!!.. بل وجدت أبنية تنكيّة كريهة كوجوه مستثمريها، تحجب الرؤية وتشوّه أجمل منظر منحه اللـه لمدينة الحقوق والحكمة بيروت.. فطلبت من ربي أن يمنح المسؤولين الحكمة، كي يردوا لبيروت حقوقها الجمالية؟
   وكمجنون فالت من مستشفى العصفورية صحت بصوت عالٍ: أين صخرة الروشة؟
   فما كان من إبن خالتي جوزاف زخور إلاّ أن ربّت على كتفي قائلاً: خفّف عنك، الصخرة موجودة ولن يقتلعها أحد من مكانها غير الله.
ـ وأين هي؟
ـ خلف هذه السطوح التنكية.. 
   الدول الحضارية في العالـم أجمع تحمي الجمال العام بكل قوّتها، وخاصة البحري منه، فنجدها تمنع البناء كلياً بالقرب من الشواطىء كي يتمكن المواطن العادي، كمحسوبكم، من التمتع بمنظر طبيعي خلاّب.. كصخرة الروشة مثلاً.
   أنا لا يهمني المكان الذي بإمكاني أن أرى منه الصخرة، بل يهمني أن أراها من كل مكان أقف به لتكحيل عينيّ بمنظرها الرائع الجميل.
   قبل القضاء على الفساد الإداري، يجب القضاء على الفساد (التعميري) الذي يقضي قضاء مبرماً على جمال الطبيعة اللبنانية.. ولا عجب إذا سمعنا، في يوم من الأيام، أحد المطربين يصيح:
تنكات ع مد النظر
عم ينوجع منها النظر
بدلاً من:
جنّات ع مد النظر
ما بينشبع منها نظر
   أتمنى أن أعود إلى لبنان وأجد صخرة الروشة عارية تماماً، كما خلقها اللـه، لأحضنها بناظريّ.. وأرحل.