الغربة.. خارج المنافسة

عندما أسست مجلة إلكترونية اسمها "ليلى" سابقاً، "الغربة" حالياً، منذ أكثر من 15 سنة، يوم لم يسمع أحد بالمجلات الالكترونية العربية أو الهندية أو الصينية في أستراليا، وضعت نصب عينيّ النجاح، وقررت الابتعاد عن المنافسة.. والربح المادي.
وها هم اليوم يجروننا قسراً للمنافسة، ويدخلوننا في ألاعيبهم السياسية، وحبهم للظهور، وضحكهم على ذقون ناخبيهم، دون استئذان منّا.
منذ أشهر وزّع السناتور العمالي شوكت مسلماني جائزة الاعلام الإثني، فقلت له عندما طالبني بتعبئة الطلب، ويا ليتني لم أرضخ له، أنني أملي الطلب لا حباً بالجائزة بل احتراماً لك أنت، لأنك إنسان شريف، وابن عائلة أحب وأحترم، خاصة أن منها أحد أعز الناس على قلبي: شوقي مسلماني.
وعندما أُعلنت النتيجة، وجدنا أن اللجنة التي قامت باختيار الفائزين دمّرت الجائزة لحظة ولادتها، فمنحت موقعاً هندياً ثلاث جوائز من أصل 10، وهذا غير مسموح بتاتاً، إذ من الغريب جداً أن تعطى نصف الجوائز لمؤسسة واحدة، ولو كانت منزلة من السماء. وبهذا يكونون قد سخروا منا جميعاً وقالوا: إلحقوهم إذا كنتم قادرين.. أنتم لا شيء وهم كل شيء.
 وبحكم خبرتي الالكترونية زرت الموقع الفائز، فوجدته يحتوي على راديو فقط.. بينما "الغربة" تحتوي على إذاعتين، وتلفزيون يبث على مدار الساعة. فضحكت في سري وقلت: الموقع الهندي لغته انكليزية، بينما "الغربة" فلغتها عربية، عندئذ خطرت على بالي فكرة مراجعة أسماء اللجنة، فوجدت أنهم لا يقرأون العربية، عندها أدركت لماذا جاء حكمهم مجحفاُ علينا، وأقسمت أن لا أدخل مسابقة "مضحكة" بعد اليوم.
ولكي تدركوا مدى صدقي مع نفسي ومع الآخرين كتبت للعزيز شوكت ما أطلعتكم عليه الآن، فوصلتني منه كلمة واحدة هي: شكراً.
وها هو حزب "الأحرار" يقوم بما قام به "العمّال"، ليس لأن القائمين عليه أذكياء وفطاحل سياسة، ويموتون حباً بنا، بل لأنهم سمعوا ما همست به لصديقي الاعلامي المهجري جوزاف بو ملحم، يوم طلبت منه أن ينقل طلبي للنائب الأحراري الصديق طوني عيسى، وهو أن يقوم "حزب الأحرار" بالالتفاتة السريعة الى الاعلام اللبناني، لأن ما خسرناه من "العمال" يجب أن نعوّضه من "الأحرار". ويا ليتني لم أفتح فمي، لأن "حسن طلع متل حسين..." كما يقول المثل الشعبي، فبدلاً من أن يكرّموا الإعلام بهدلوه، مع احترامي لجميع المكرمين، لبنانيين وأجانب، لأن هذا حقّهم. ولكن من حقّي أيضاً أن لا أهدر حقي وحق غيري من زملائي الاعلاميين، وما أكثرهم.
يا ناس.. يا بشر.. بإمكانكم أن تكرّموا من تشاؤون، وساعة تشاؤون، ولكن بعيداً عن المفاضلة بين مؤسسة إعلامية وأخرى، بين قلم وقلم، بين موقع إلكتروني وآخر، خاصة من أناس لا يقرأون العربية ولا أية لغة إثنية أخرى، وإن قرأوها لا يفهمونها، لأن هذا بحد ذاته يعتبر إهانة، لا بل طعنة لنا كإعلاميين إثنيين. وقد جاءتنا هذه الطعنة المؤلمة من أناس كنت أول من انتخب حزبهم ليتربّعوا على كرسي الحكم.. ويا ليتني لم أفعل.
إسمعوا وعوا.. نحن لسنا بحاجة إلى جوائزكم، لا اليوم ولا غداً، ولكننا لن نسكت على "تفاهاتكم" بعد اليوم، وسنحاسبكم على كل خطوة تخطونها.. وإياكم ثم إياكم أن تعتبروا أن "الغربة" ستدخل مناقصاتكم الكاذبة، أو أنها ستعرض صوركم المخيفة. لقد ضحكتم ما فيه الكفاية علينا، وها هو الوقت قد حان كي نضحك نحن عليكم.
ولزيادة معلوماتكم فقط: تعتبر "الغربة" من أشهر المواقع العربية العالمية، وتعتمد على مراسلين أكفاء في كافة أقطار العالم: في أوروبا الزميل ناصر الحايك. في المغرب العربي الزميل علي مسعاد. في لبنان الزميل فريد بو فرنسيس في مصر الزميل علي أشرف، ولنا في سوريا مراسل شجاع لا يريدنا أن نذكر اسمه، وإن أصبح معروفاً لدى قرائنا، بالإضافة الى 700 كاتب وشاعر، على امتداد الكرة الأرضية، يتخذون من الغربة منبراً حراً لهم.
الغربة كما يعرف القراء تحتوي على إذاعتين، تشرف على الأولى الزميلة العزيزة رندة المذبوح موسى، ويشرف على الثانية الزميل نادر نادر من اميركا اللاتينية.. لأن الاذاعات الالكترونية تدار من أي مكان، وهذا سرّ نجاحها، إذ أن المذيع يعد برنامجه في بيته وليس في الاستديو كما هو معروف. أما الاشراف العام لموقع الغربة فهو للصديق المفضل الساكن في السويد سامي عمّون صاحب موقع "قدموس" الشهير.
كما أن في "الغربة" تلفزيوناً يبث على مدار الساعة، ويجري المقابلات المختلفة مع أبناء الجالية وضيوفها الكرام، وتشرف عليه نخبة فنية تتوزّع بين سيدني وملبورن وأوروبا وتنتهي في الولايات المتحدة الأميركية وقد قام هذا التلفزيون بمقابلات عديدة مع وجوه محلية ومع زائرين سياسيين وأدبيين ودينيين وتعليميين..
نحن لا نبالغ عندما نقول أن وسائل الإعلام العربية تنقل عنا أخبار الجالية العربية في أوستراليا، وكذلك لا نبالغ إذا قلنا أن بعض وسائل الإعلام هنا تنقل عنا أخبار الوطن العربي لأننا السباقون في نقل الخبر بحكم قدرتنا على لحظنة الخبر ونقله فور وروده.
كما أننا لا نبالغ إذا قلنا ان ما من أحد من أولئك الزملاء والزميلات الذين يعملون في "الغربة" يتقاضى أجراً منها، إنهم يؤمنون برسالتها، ولهذا هم يضحون من أجلها، ولهذا أيضاً ستبقى مشرقة الى الأبد. فألف شكر لهم أينما كانوا.
هذه هي "الغربة" تمتد كالينابيع في كافة أقطار الدنيا لتروي العطشان الى المعرفة، ولتنشر الكلمة الحرة، وتقاوم الطغيان، وتقول الحقيقة.. ولهذا فهي أكبر من جوائزكم، وأبعد ما تكون عن المنافسة.. والمفاضلة.

اتركونا نعمل من أجلكم.. لأنكم لن تعملوا من أجلنا.