أليس جميلاً أن يحبك الناس، وتكرّمك المؤسسات الأدبية والاجتماعية؟
أليس عظيماً أن يقف رئيس "مجلس الجالية اللبنانية" في أستراليا، السيد علي كرنيب، ويدعوك الى المنصة لاستلام جائزتك، أمام المئات من أبناء الجالية العربية؟
بلى، انه شيء جميل وعظيم للغاية، والأجمل منه، هو أن يأتي تكريمك في أكبر عيد وطني، كعيد تحرير الجنوب اللبناني، من الصهاينة الغزاة.
هذا ما حصل معي ليلة الخامس والعشرين من شهر أيار 2014، وهذا ما دفعني الى التمسك، أكثر فأكثر، بكل كلمة كتبتها، لأنها دخلت قلوب الناس دون استئذان، ورمتني حافياً على دروب المجد.
فمهما قلت، ومهما كتبت لن أتمكن من أن أفي المجلس حقّه، فتكريمي في "عيد التحرير" كان عيداً كبيراً لي، ما زلت أستمتع به حتى الآن، وسأظل أستمتع به ما حييت.
وكم كنت مقصّراً حين وقفت ليلتها لأناجي الجنوب، بأبيات زجلية خلتها خجولة وناقصة، ولكن استحسان الجمهور لها، وتصفيقه الحاد، جعلني أحمل جائزتي بفخر، وأريها لكل من اقترب مني بغية تهنئتي بالنصر، وأنا مرفوع الرأس:
ـ1ـ
جايي بعيدك.. يا تحرير
إسكب عَ جْريك الأشعار
وغنيلك والقلب كبير
غنيّه تمجّد أحرار
رفضوا الذل.. وكسروا النير
وخلّوا الإعدى تدوق العار
متل جنوبك صعب يصير
مكلل بأكاليل الغار
شعبو كبير كتير كتير
أكبر من صيحات النار
ما بيتلاقى طفل زغير
أطفالو، بالشده، كبار
رح ينسوا عنتر والزير
لمّا بيحكوا للتاريخ
كيف قاوم هاك الختيار
ـ2ـ
إسمك مشهور ومحبوب
عايش بعيون الأجيال
إسمك بالدنيي مكتوب
بدمعة أم.. بدم رجال
مسيّج بشرايين قلوب
عم تنبض فيها الآمال
رح غيّر اسمك يا جنوب
وسمّيك جنوب الأبطال
لقد غنيّت الجنوب اللبناني بقصائد كثيرة، ولكن قصيدتي هذه، هي الأقرب الى قلبي، كيف لا، وقد ألقيتها بعيد التحرير، وبيوم تكريمي.
مجلس الجالية اللبنانية، سيرافق رحلتي الأدبية من الآن فصاعداً، وسيتراقص اسمه دائماً وأبداً على صفحات كتبي، وسيبقى ثالث اثنين لن ينساهم قارئي: الجنوب اللبناني، عيد التحرير، ومجلس الجالية اللبنانية.
فألف شكر لرئيسه السيد علي كرنيب، ولكل عضو من أعضائه الشرفاء، وأعدهم أن أظل عند حسن ظنهم بي وبأدبي، لأن الكلمة التي كرّمت، ما عليها سوى أن ترد التكريم بأفضل منه.
عيد التحرير.. حررني من عبودية غربتي، وها أنا أنطلق نحو الخلود.
شربل بعيني