كما كانا يفعلان عندما يمارسان خيانتهما الزوجية، أغلقا الأبواب بوجه الإعلام والشعب، وتزوج تشارلز من عشيقته كاميلا، بوقاحة ما بعدها وقاحة، بعد رحلة طويلة من الغرام المخجل.. القاتل.
عندما كان تشارلز شاباً يافعاً، أوقع قلبه بغرام سيدة متزوجة، تعيش مع زوجها وعائلتها برفاهية وسعادة، ولكنه لم يأبه لذلك، بل راح يستدرجها للخيانة إلى أن وقعت في حبائله، فراح يلتقيها في أماكن سرية، ليمارس معها خطيئة مميتة، أوصانا الله بالإبتعاد عنها في وصاياه العشر، عندما قال: لا تزنِ.
يقول البعض: إنه غرام الشباب، والشاب، وإن كان ملكاً عتيداً، لا يفكّر إلا من الزنّار ونازل، ولكن هذا الملك العتيد، لا سمح الله، لم يكن وفياً لحبّه، أي لكاميلا، عندما أصبح رجلاً، بل نكره، وتزوج من فتاة بريئة، لم يقبل فمها غير أمها، كما يقول مثلنا الشعبي، ورزقه الله منها أميرين ولا أجمل، ومع ذلك عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وعاد تشارلز إلى مراهقته وضعفه الجنسي، وبدأت الخيانة تدمّر عائلته كما دمّرت عائلة عشيقته من قبل.
إنها مهزلة العصر.. آسف أن تكون قد حصلت بعد جنازة العصر مباشرة، فالكون الذي ودّع القداسة بكل رونقها، يوم ودّع البابا يوحنا بولس الأكبر، استقبل النجاسة بكل روائحها الكريهة، يوم عاين، ولو مجبراً، زواج خائنين لعائلتيهما، كان من المفروض أن يحاكمهما القانون على ذلك.
قالت الأميرة دايانا في مذكراتها: أن الأمير تشارلز سيتخلص منها كي يصفو له الجو مع عشيقته كاميلا.. وماتت الأميرة دايانا، وتحققت كل كلمة من كلماتها، ومع ذلك لم يقل قانوني واحد لتشارلز: بروتوس.. ماذا فعلت؟
إنها همجية الغرب الجنسية، تتغاضى عن الخيانات الزوجية، دون أن تحاكم الخائنين عليها، ولو أدى ذلك إلى تفكيك العائلات الآمنة، وتشريد أطفالها، وانتحار المخدوعين منهم، أو تدبير حوادث قاتلة لهم، بغية إعلان الخيانة للناس، وجعلها واقعاً ملموساً، والناس، في أي بلد كان، ولو في أكثر البلدان تقدماً وديمقراطية، يقفون مع الواقف، ويمشون مع الماشي، ويهتفون: مات الملك.. عاش الملك.
منذ سنوات، اقترع الشعب الأسترالي لصالح الملكية، أي أنه أراد أن تبقى الملكة إليزابيت الثانية رأس الدولة، وكنت أنا واحداً من أنصار الملكية، فإذا نصّب تشارلز مكان أمه، بعد عمر طويل، سيحتج الشعب الأسترالي، وهذه حقيقة وواقع، وسيصرخ بوجهه: لا للملكية الخائنة.. وستعلن، يومذاك، جمهورية أستراليا العظمى.
عيب يا تشارلز عيب.. لقد كنت مراهقاً نزقاً في شبابك، وزوجاً خائناً في رجولتك، ووقحاً إلى درجة القرف في كهولتك.. فكيف سنرضى بك ملكاً علينا؟