شكراً أيّها المسلمون الأبطال

لم يحدث من قبل أن عايدني هذا الكم الهائل من إخواني المسلمين الشرفاء المنتشرين في كل بقاع الأرض.
وقد أكون عاجزاً عن رسم صورة مصغرة لفرحي، رغم امتلاكي لملايين الكلمات، كون الفرح الذي انتابني من جرّاء ذلك أكبر من كل الكلمات.
عبارة واحدة زرعوها في أذنيّ، في بريدي الالكتروني، وفي بطاقات المعايدة: "عيد ميلاد مجيد وسنة مباركة"، جعلتني أشعر أن الأخوة الانسانية أهم من كل الأديان والطوائف والمذاهب وما شابه.
وأعتقد أن سبب هذه الانفاضة المباركة من قبل إخواني المسلمين المؤمنين أن الاسلام ما جاء الا رحمة للعالمين، هو كثرة الفتاوى اللئيمة التي ردّدها بعض مشايخهم بغية منعهم من مشاركة المسيحيين أعيادهم.. فرفضوا تلك الفتاوى الجائرة وذيّلوا معايداتهم بعبارات نابية مثل: لعنة الله على هكذا مشايخ.
أجل.. معظم الذين عايدوني شتموا مشايخهم بعبارات بذيئة ذكرت واحدة منها فقط كي لا أخدج حياء قرائي.
ومن المعايدات التي استوقفتني وأثلجت صدري تلك التي كتبها مغترب أسترالي مسلم، وفيها يقول: " ضحكت وأنا أقرأ ما كتبته الصحف الأسترالية حول الفتوى التي تشدّق بها إمام أحد جوامع سيدني، وكأنه تناسى وقوفه لساعات طويلة أيام عيديْ الفطر والأضحى بغية التقاط الصور التذكارية مع الوزراء الاستراليين الكفّار الذين دعاهم من أجل مشاركتنا فرحة أعيادنا.
أعتقد أن بعض مشايخنا قد ضربهم جنون البقر.. ويجب إبعادهم عن مجتمعاتنا الاغترابية الآمنة كي لا ينقلوا العدوى ويسمّموا  عقول الناس".
وفرحت أكثر وأنا أقرأ ما جادت به قريحة أحد الدكاترة المسلمين: لو كان لشيخنا هذا مثقال ذرة من العقل لتساءل: ماذا سيحدث لو قاطعنا المسيحيّون في بلاد مسيحية فتحت لنا ذراعيها وضمتنا كالأم الحنون. عندئذ تقع الكارثة.
وفرحت أكثر وأكثر وأنا أقرأ هذا الكلام المقدّس الصادر عن إنسان مقدّس: أنت أخي، أيها المسيحي، الذي لم تلده أمي وسأظل أعايدك يا شربل بعيني وتعايدني حتى يوم القيامة.. عندها سنرى من سيدخل الجنة.. انا وأنت الرجلان المسالمان المتحابان، أم رجال الدين الاشرار الذين يبذرون البغضاء والكره الطائفي إثر كل شهيق وزفير؟
زمن الوصاية على الله والتكلّم باسمه قد ولّى، فلا الفتاوى الكثيرة التي تتطاير من أشداق أصحابها قادرة على سلخ الانسان عن مجتمعه الفاضل، ولا كل الحروب الطائفية. لقد تغيّرت عقول البشر كلياً في زمن الوصول الى المريخ، وتخبئة الكون في جيوبهم ضمن هاتف ذكي نقّال، وهذا ما افقد رجال ديننا الأشرار سطوتهم والتحكّم برقاب المؤمنين. وقد لا أبالغ إذا قلت انهم أشد خطراً على البشرية من رجال السياسة، بما فيهم هتلر وهولاكو.
كنت كلما قرأت إحدى الفتاوى المذنبة الدنيئة الكاذبة، أشعر بخوف شديد من أن يتضاءل عدد أحبائي المسلمين، الذين هم أكثر من إخوة لي أو رفاق، أو جيران، إنهم وبكل ما في الكلمة من معنى "أهلي"، أجل أهلي.. ولهذا سأعلن الحرب على كل من سيقف حجر عثرة بيني وبين أهلي.
أيها المسلمون الأبطال.. 
يا أحفاد النبي العربي العظيم.. 
ألف شكر على المعايدة..